دور
الشباب في بناء الوطن وتقدمه
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم
بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم
والصلاة والسلام على
أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وأتباع التابعين
لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فيا أيها الحكماء الكرماء!
وياأيها الحاضرون والحاضرات الأعزَّاء .
اِسْمَحُوْا لِيْ أَنْ
أُقَدِّمَ لَكُمْ خُطْبَةً قَصِيْرَةً مُتَوَاضِعَةً تَحْتَ عُنْوَانْ "
دور الشباب في بناء الوطن وتقدمه
".
1. إنه من المعلوم بأنّ تقدّمَ البِلاَدِ
وتخلّفَها يتعلَّقبشبابهم، إذا كانوا أقوياءَصالحين... ستكون البلاد متقدقة صالحة،
وإذا كانوا ضعفاء...منذوي أخلاق سيئة رذيلة.. ستكون البلاد فاسدة... وبالتالي تكونالبلاد
متخلفة....لماذا يكون ذلك ؟؟؟...لأنّالشبابَ عماد البلاد وسبب نهضتها وهم الرجال
في المستقبل.
لذلك
لا بد أن يتربّى كلُّشابٍّ من الشباب بتربيةٍ صحيحةٍ جيدةٍ...ولا بد أنْ يتسلَّحوا
بسلاح العلوم الواسعة والفهمِ الصحيح.
ولمواجهة تحديات الأزمان المستقبلة لا بد أنْ يتزوَّدَ
كلٌّ من الشباب بالعلوم الكافية والأخلاق الكريمةوذلك بتربية السلوك والأخلاق
الإسلامية.. ليكونوا أجيالا مستمرّين متفوّقين ولا يكونوا من الأجيال الضعفاء
الفاسدين...قال الله تعالى في القرآن العظيم (وَلْيَخش الَّذِيْنَ لَوْ تَرَكُوْا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَةً ضِعَافًا
خَافُوْا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوْا اللهَ وَلَيَقُوْلُوْا قَوْلاً سَدِيْدًا).
2.
أيها الحكماء الكرماء والحاضرونالسعداء
!
المراد
بتربية السلوك والأخلاق الإسلامية هنا ... تربية تكون فيها الإيمان والتقوى ، كما
تكون فيها العلوم والعمل والأخلاق....هذه الأمور لا بد أن تعطى للشباب...وأن تطبّق
في حياتهم اليومية قولا وعملا وأخلاقا، ولا بد أن تُغْرَسَ في نفوسِهم حتى تصبح
لهم طبيعةًفي حياتهم اليومية.
وإذا
تزوَّد الشباب بهذه الأمور فلا صعوبة عليهم في الحياة... مهما مواجهة التحدِّيَاتِ
في كلِّ زمانٍ ومَكَانٍ بإذْنِ الله تعالى ، وهم يستطيعون أنْ يختاروا ما بين الحقّ
والباطل وما بين الخير والشرّ وما بين الإسلامية وغير الإسلامية...وسيكون الشباب قَدَاةَ
الأُمَّة في المستقبل... صادقين آمنين في تأدية الأمانات إلى أهلها .
قال
علي رضي الله عنه : " لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ".
فالقول
الذي قاله علي رضي الله تعالى عنه يعطينا الفهم.. بأنّ الرؤساءَ في المستقبل
يرتبطون ويتعلقون بحالة الشباب الآن .
3.
إخواني وأخواتي الأحبّاء!
المسائل كثرتْ في
هذا الزمان... وتكون متنوعةًوصعبةَ الحلّ...فالمعاصي والمنكراتُ تسود... هذا الأمر
يحتاج إلى شبابٍأقوياء...يحتاج إلى شبابأذكياءذوي العلوم والأخلاق...التيتخرج من
الإيمان الصحيح... المغروس منذ الصغار ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :
"حافظوا على أبنائكم
في الصلاة ، وعوِّدُوْهُمُ الخيرَ فإنَّ الخيرَ عادةٌ "
.
والمراد
بذلك القول ...العملُ الخيرُ الذي لا يتعوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ لا يكون له عادةً...ولا
طبيعةً لازمةً به، ولا يكون له سلوكا
وأخلاقا.
4. وبعد ذلك...إنّمن خصائص الشبابالأقوياءَ
الصالحين... هم الذين لا يتّكؤون على آبائهم... ولكنهم هم الذين يقولون في أيّ حال
وفي أي مكان " هأناذا " .
قال
الشاعر: "
" إن الفتى من يقول
ها أنا ذا ليس الفتى من
يقول كان أبي" .
بمعنى
أنه لا يجوز لنا – أيها الشباب– أن نتباهى ونفخر بأسلافنا ونحن لا نستطيع شيئا..بل
لا بد لنا أن نكون قادرين ومستطيعين في أي حال.
وقال ابْنُ فِي أحسن قوله :" فَلَا
تَفْتَخِرْ إلَّا بِمَا أَنْتَ فَاعِلٌ ...وَلَا تَحْسَبَنَّ الْمَجْدَ ... فَلَا
يَسُودُ الْمَرْءُ إلَّا بِفِعْلِهِ" .
5.
فبالبيان
السابق نقول:
أولا
:إن بناء الوطن يبدأ ببناء إنسانه، وهو
الشباب وهم أجيال مستمرون.
ثانيا
:إنّ إعدادَ الأجيال المستمرينالمرجوّوين
-وهم الشباب الآن-...لايكون إلا بالتربية... وذلك بتربية السلوك والأخلاق
الإسلامية .
أيها الحكماء الكرماء
والحاضرونالأعزَّاء .
هذا ما أستطيع أن أقول لكم...
والعفو منكم أوصيكم ونفسي بتقوى الله .
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته .